14-إن كانت الصلات ثلاثية كالمغرب أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء قرأ التشهد المذكور آنفا مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينهض قائما معتمدا على ركبتيه رافعا يديه حذو منكبيه قائلا الله أكبر ويضعهما - أي يديه - على صدره كما تقدم ويقرأ الفاتحة فقط وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة على الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ويتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا و الممات ومن فتنة المسيح الدجال ويكثر من الدعاء.
الدعاء المشروع في هذا الموضع وغيره: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. لما ثنت عن أنس -رضي الله تعالى عنه-قال:ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية لكن يكون في هذا الجلوس متوركا واضعا رجله اليسرى تحت اليمنى ومقعدته على الأرض ناصبا رجله اليمنى لحديث أبي حميد في ذلك ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلا: السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله، ويستغفر الله ثلاثا ويقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله الا الله وحدة لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منت ولا ينفع ذا الجد منك الجد لا حول ولا قوة الا بالله لا إله الا الله ولا نعبد الا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).
ويسبح الله ثلاثا وثلاثين ويحمد مثل ذلك ويكبره مثل ذلك ويقول تمام المائة: لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ويقرأ آية الكرسي وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ بري الناس، بعد كل صلاة، ويستحب تكرار السور الثلاث ثلاث مرات بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب لورود الحديث الصحيح بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كما يستحب أن يزيد بعد الذكر المتقدم بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب، قول: (لا إله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير). عشر مرات لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان إماما انصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه بعد استغفاره ثلاثا وبعد قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
ثم يأتي بالأذكار المذكورة كما دل على ذلك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث عائشة-رضي الله عنها-في صحيح مسلم، وكل هذه الأذكار سنة وليست فريضة، ويستحب لكل مسلم ومسلمة أن يصلي قبل صلاة الظهر أربع ركعات وبعدها ركعتين وبعد صلاة المغرب ركعتين وبعد صلاة العشاء ركعتين وقبل صلاة الفجر ركعتين الجميع اثنتا عشرة ركعة.
وهذه الركعات تسمى الرواتب لأن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحافظ عليها في الحضر، أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر والوتر فإنه كان عليه الصلاة والسلام يحافظ عليهما حضرا وسفرا، ولنا فيه أسوة حسنة، لقول الله سبحانه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}. وقوله، عليه الصلاة والسلام: (صلوا كما رأيتموني أصلي). رواه البخاري.
والأفضل إن تصلي هذه الرواتب والوتر في البيت فإن صلاها في المسجد فلا بأس لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة). متفق على صحته.
والمحافظة على الركعات من أسباب دخول الجنة لما ثبت في صحيح مسلم عن أم حبيبة-رضي الله عنها-أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة.
وقد فسرها الإمام الترمذي في روايته لهذا الحديث بما ذكرنا وإن صلى أربع ركعات قبل صلاة العصر واثنتين قبل صلاة المغرب واثنتين قبل صلاة العشاء فحسن لقوله، صلى الله عليه وسلم:رحم الله امرءا صلى أربعا قبل العصر. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه، وابن خزيمة وصححه، وإسناده صحيح، لقوله عليه الصلاة والسلام: (بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة لمن شاء). رواه البخاري، والله ولي التوفيق..